فصل: صاحب أرزن:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التعريف بالمصطلح الشريف



.صاحب البرنو:

وبلاده تحد بلاد ملك التكرور في الشرق، ثم يكون حدها من الشمال بلاد صاحب أفريقيا، ومن الجنوب الهمج.
ورسم المكاتبة إليه: أدام الله تعالى نصر الجناب الكريم، العالي، الملك، الجليل، الكبير، العالم، العادل، الغازي، المجاهد، الهمام، الأوحد، المظفر، المنصور، عز الإسلام (من نوع ألقاب ملك التكرور وتختصر).
وهذا دعاء وصدر: ولا زالت همم سلطانه غير مقصرة، ووفود حجه غير محصرة، وسيفه في سواد من جاوره من أعدائه الكفار يقول: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}.
صدرت، ولها مثل مسكة أفقه عبق، وعنبرة طينته سواد إلا أنه من السواد اليقق، وشبيبة ملكه الذي يفديه سواد الحدق، أوجبها ود أسكنه مسكنه من سويداء القلب لا يريم، وأراه غرة الصباح الوضاح تحت طرة الليل البهيم.

.صاحب الكانم:

من بيت قديم في الإسلام، وجاء إليهم من ادعى النسب العلوي في بني الحسن؛ ويتمذهب بمذهب الشافعي رضي الله عنه ورسم المكاتبة إليه: كرسم مكاتبة صاحب البرنو.

.صاحب دنقلة:

وهو رعية من رعايا صاحب مصر، عليه حمل مقرر يقوم به كل سنة، ويخطب ببلاده لخليفة العصر وصاحب مصر.
ورسم المكاتبة إليه: صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس الجليل، الكبير، الغازي، المجاهد، المؤيد، الأوحد، العضد، مجد الإسلام، زين الأنام، فخر المجاهدين، عمدة الملوك والسلاطين.
هذا إذا كان مسلما؛ وإن لم يكن مسلما فمكاتبته كمكاتبة صاحب سيس ولا يعلم له السلطان بخطه.

.صاحب أمجرة:

ملك ملوك الحبشة، وهو نصراني يحكم على تسعة وتسعين ملكا، وهو تمام المائة؛ ومنهم سبعة مسلمون: منهم صاحب أوفات، ودواراو، وشرحا، وهدبة؛ وهذه هدبة هي التي يداوى بها الخصيان دون غيرها من البلاد.
وهو ملك جليل، كثير العدد، وافر المدد، متسع البلاد. وبلغنا أن القائم بها الآن أسلم سرا واستمر على إظهار النصرانية إبقاء لملكه؛ ومدبر دولته رجل يقرب إلى بني الأرشي الأطباء بدمشق، ولولا أن معتقد دين النصرانية لطائفة اليعاقبة أنه لا يصح تعمد معمودي إلا باتصال من البطريرك، وأن كرسي البطريرك كنيسة الإسكندرية، فيحتاج إلى أخذ مطران بعد مطران من عنده، وإلا كان شمخ بأنفه على المكاتبة، لكنه مضطر إلى ذلك؛ ولأوامر البطريرك عنده ما لشريعته من الحرمة، وإذا كتب إليه كتابا فأتى ذلك الكتاب أول مملكته خرج عميد تلك الأرض فحمل الكتاب على رأس علم، ولا يزال يحمله بيده حتى يخرجه من أرضه؛ وأرباب الديانة من تلك الأرض كالقسوس والشمامسة حوله مشاة بالأدخنة، فإذا خرجوا من حد أرضهم تلقاهم من يليهم، أبدا كذلك في كل أرض بعد أرض، حتى يصلوا إلى أمجره فيخرج صاحبها بنفسه ويفعل مثل ذلك الفعل؛ إلا أن المطران هو الذي يحمل الكتاب لعظمته لا لتأبي الملك، ثم لا يتصرف الملك في أمر ولا نهي ولا قليل ولا كثير حتى ينادي للكتاب، ويجمع له يوم الأحد في الكنيسة، ويقرأ والملك واقف، ثم لا يجلس مجلسه حتى ينفذ ما أمره به.
ورسم المكاتبة إليه: أطال الله بقاء الحضرة العالية، الملك الجليل، الهمام، الضرغام، الأسد، الغضنفر، الخطير، الباسل، السميدع، العالم في ملته، العادل في مملكته، المنصف لرعيته، المتبع لما يجب في أقضيته، عز الملة النصرانية، ناصر الملة المسيحية، ركن الأمة العيسوية، عماد بني المعمودية، حافظ البلاد الجنوبية، متبع الحواريين، والربانيين والقديسين، معظم كنيسة صهيون، أوحد ملوك اليعقوبية، صديق الملوك والسلاطين. (ويدعى له دعاء مفخما يليق به، لا يعلم له، وتكتب ألقاب السلطان قبل البسملة كعادة الطغراوات).
دعاء وصدر يليقان به: وأظهر فعله على من يدانيه من كل ملك هو بالتاج معتصب، ولكف اللجاج بالعدل منتصب، ولقطع حجاج كل معاند بالحق معتصر أو للحق مغتصب.
صدرت هذه المفاوضة إلى حضرته العلية من حضرة القدس مسراها، ومن أسرة الملك القديم سراها، وعلى صفاء تلك السريرة الصافية ترد وإن لم يكن بها غليل، وإلى ذلك الصديق الصدوق المسيح تصل وإن لم تكن بعثت إلا من تلقاء الخليل.
وأما الملوك السبعة المسلمون فلم يرد منهم كتاب، ولا صدر إليهم خطاب.

.صاحب ماردين:

وهو الآن الملك الصالح شمس الدين، صالح ابن الملك المنصور؛ وهو من أرتق؛ وهم أهل مملكة قديمة. كان جدهم من أكابر أمراء السلطان ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي؛ ومن خدمته ترقى إلى الملك وصارت هذه المملكة بماردين وأعمالها في عقبه إلى الآن.
ورسم المكاتبة إليه:
أعز الله نصرة المقر الكريم، العالي، الكبيري، الملكي، الصالحي، الشمسي، ولا زال ملكا تاجه المدايح، ومنهاجه المنايح، وطريقته إذا وصفت قيل: هذه طريقة الملك الصالح.
أصدرناها إليه وشكرها تسوقه إليه حداة الركائب، وتشوق منه إلى لقاء الحبائب، وتثني على مكارمه التي كلما أقلعت منها سحائب أعقبت بسحائب، وتوضح العلم الكريم.
صدر آخر:
ولا زالت شمسه في قبة فلكها، وسماء ممالكه مملوءة حرسا شديدا وشهبا بملكها، ونعمه تتعب البحار إذا وقفت في طريقها، والغمائم إذا جازت في مسلكها.
أصدرناها إليه والسلام متنوع على كرمه، متضوع بأطيب من أنفاس المسك في نعمه، متسرع إليه تسرع مواهبه إلى وفود حرمه، وتوضح للعلم الكريم.
صدر ثالث:
ولا زالت العفاة تلتحف بنعمائه، وتنتجع مساقط أنوائه، ويستضيء منه بأشرق شمس طلعت من الملك في سمائه.
أصدرناها وثناؤها يساق عجلا، ومدائحها تجيد مترويا ومرتجلا، وشكرها لو رصع مع الجواهر لأقام عذر الياقوت إذا اكتسى خده الحمرة خجلا، وتوضح للعلم الكريم.

.صاحب حصن كيفا:

وهو من بقايا الملوك الأيوبية، وممن تنظر إليه ملوك مصر بعين الإجلال لمكان ولائهم القديم لهم واستمرار الود الآن بينهم، وقد كان آخر وقت منهم الملك الصالح قصد الأبواب السلطانية، فلما أتى دمشق عقبه الأخبار بأن أخاه قد ساور سريره وقصد بسلطته سلطانه، فكر راجعا ولم يعقب؛ فما لبثت الأخبار أنجاءت بأنه حين صعد قلعته، وكر نحو سريره رجعته، وثب عليه أخوه المتوثب فقتله وسفك دمه، ثم أظهر عليه ندمه، وكتب إلى السلطان فأجيب بأجوبة دالة على عدم القبول لأعذاره؛ (ولبس وده على دخلة) والسرائر مكدرة، والخواطر بعضها من بعض منفرة.
ورسم المكاتبة إليه: أدام الله نعمة المجلس العالي، الملكي، الفلاني (بالألقاب الملوكية) الأجلي، العالمي العادلي، المجاهدي، المؤيدي، المرابطي، المثاغري، الأوحدي، الأصيلي، الفلاني (باللقب المتعارف) عز الإسلام والمسلمين، بقية الملوك والسلاطين، نصرة الغزاة والمجاهدين، زعيم جيوش الموحدين، شرف الدول، ذخر المماليك، خليل أمير المؤمنين. (وربما قيل: عضد أمير المؤمنين إذا صغر).
دعاء وصدر: واستعاد به من الدهر من عهود سلفه ما تسلف، وحاز له من مواريث الملك أكثر مما خلى له أوله وما خلف، وحط للرحال في حصن كيفا به على ملك. أما المستجير به فيتحصن وأما فضله فلا يكيف، وأعال السحاب الذي يكل عن مجاراته ويجري هو ولا يتكلف.
أصدرت هذه المكاتبة إليه ونوؤها يصوب، ولألأوها تشق به الظلماء الجيوبن وثناؤها على حسن بلائه في طاعة ربه يقول له: صبرا صبرا كما تعودتم يا آل يعقوب.
صدر آخر ودعاء: وشد به بقية البيت، وحيا طلله البالي وأحيا رسمه الميت، وذكر به من زمان سلفه القديم ما لا يعرف في هيت، وأبقى منه ملكا من بني أيوب لا يثني وعده اللي ولا يقال فيه ليت، ونور الملك بغرته لا بما قرع السمع عن الشمع وورد المصابيح من الزيت، وحفظ منه جوادا لو عتبه أخوه السحاب على السبق لقال له: هيهات كم خلفت مثلك خلفي وخليت. أصدرت هذه المكاتبة إليه- أعز الله جانبه- والتحيات موشحة بنطقها، مصبحة لسجاياه الكريمة بخلقها، ساحبة إليه ذيل خيلائها إذ كانت به تختال، وبسببه على السرور تختال.

.صاحب أرزن:

بلده صغير وقدره كبير؛ من ملوك آل سلجوق ومن بقايا أولئك السلاطين الذين دوخوا الدول وملكوا العبيد والخول، واعتدلت التيجان على مفارقهم، ودكت الجبال بمجرى سوابقهم؛ وهو ملك لا يعرف قدر صآلته ولاكنه جلالته. آخر من أعرف منهم هو الأمير الملقب بالملك القاهر؛ ويتهم بمذهب النصيرية، وله إحسان إلى من يمر به وإلى الرعية؛ إلا أن الأكراد أمراء الجبال المطلة عليه والمجاورة له قد نكصوا أطرافه وأكثروا تخطف رعاياه وتحيف بلاده.
ورسم المكاتبة إليه: صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس السامي، الملكي، الفلاني، الأجلي، الكبيري، العالمي، المجاهدي، المؤيدي، المرابطي، الأوحدي، الفلاني، عز الإسلام، شرف الملوك في الأنام، بقية السلاطين، نصر الغزاة والمجاهدين، ولي أمير المؤمنين.

.صاحب بدليس:

هو الأمير شرف الدين، أبو بكر؛ ويتهم بمذهب النصيرية، وبلده صغير ودخله يسير، وعمله ضيق؛ وهو طريق المارة وقصاد الأبواب السلطانية إلي الأردو إذا لم يكن بالعراق؛ وله خدم مشكورة.
ورسم المكاتبة إليه: صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس السامي، الأميري (أسوة الأمراء).

.صاحب هراة:

ولا يجري على الألسن إلا صاحب هرى. وكان ملكها الملك غياث الدين، ولك أسمع أعجميا يقول إلا: قياس الدين؛ وكان ملكا جليلا نبيلا مفخما معظما، له مكانة عند الملوك الهولاكوهية، ومنزلة رفيعة علية. وكان بين غياث الدين وبين النوين جوبان مودة أكيدة وصداقة عظيمة؛ فلما دارت به دوائر الزمان وأفضت به الحال إلى الهرب لجأ إلى صاحب هرى هذا، على إنه يسهل له الدخول إلى صاحب الهند، أو إلى ملك ما وراء النهر، فأجابه وأنزله، وبسط أمله؛ وأسر له الخداع حتى اطمأن إليه، فأصعده إلى قلعته ليضيفه فصعد ومعه ابنه جلوقان، وهو ابنه من خوندة بنت السلطان خذابنده. وكان جلوقان هذا هو الذي أجيب إلى تزويجه ببنت السلطان الملك الناصر، وعلى هذا تمت قواعد الصلح. وبنى جوبان أمره على أنه بعد التزويج يأخذ له ملك بيت هولاكو بشبهة أنه ابن بنت خذابندا، وأنه لم يبق بعد أبي سعيد من يرث الملك سواه؛ ثم يستضيف له ملك مصر والشام بشبهة أنه بنت صاحب مصر هي التي ترث الملك من أبيها، فحالت المنايا دون الأماني؛ وحال صعود جوبان وابنه جلوقان القلعة أمسكهما غياث الدين وخنقهما ليتخذ بذلك وجها عند السلطان بو سعيد، وبعث بذلك إلى بو سعيد فشكر له إمساكهما وأنكر عليه التعجيل في قتلهما فاعتذر: بأنني لو لم اقتلهما لم آمن استعداد من معهما لمحاصرتي، فقبل عذره وطلب من إبهام جوبان ليعرف أنه قد قتل، وكان فيه زيادة سلعة ظاهرة يعرف بها، فجهزه إليه فأكرم رسله وبعث إليه بالخلع، وأمر بإصبع جوبان فطيف بها في الممالك؛ ثم سألت بغداد خاتون، بنت جوبان- وكان قد تزوج بها أبو سعيد وكلف بها الكلف الشديد- في نقل أجسادهما فنقلت، فعقدت لهما المآتم ثم أمرت بحملهما إلى مكة المعظمة ثم إلى المدينة المشرفة ليدفنا في التربة الجوبانية التي كان جوبان أعدها لدفنه في حال حياته، فمكنت من ذلك إلا من الدفن فإنهما دفنا بالبقيع. ثم حضر غياث الدين حضرة أبي سعيد فأكرم وأعطي العطايا السنية ثم لم يلبث أن مات وولي ابنه. ولم يحضرني الآن اسمه. ولم يكن صاحب هذه المملكة ممن يكاتب عن السلطان حتى كانت واقعة جوبان فكتب إليه.
ورسم المكاتبة إليه: أعز الله نصر المقر الكريم، العالي، العالمي، العادلي، المجاهدي، المؤيدي، المرابطي، المثاغري، الأوحدي، الملك الفلاني، شرف الملوك والسلاطين، خليل أمير المؤمنين.